في فقده رحيل الضياء …

بقلم : فؤاد بن عبدالرحمن الجهني : جدة :
مرحباً أحبتي … سأنشد اليوم حرف الشجن … حزن ورثاء … وسابكي بمفردي باحثً عن عزاء لعزاء … وسأروي عطش السنون الماضيات … شوقً لسنوني … القادمة … من رحلة أشبه ما تكون ((… لحظة …)) … !!!…
جاوزت من العقود الثلاث … بنصف عقدً … لكنها مرت كلحظة … عابرة … لم تشفع لي حتى … في البقاء على اطلالها بقاء …!!!
مرت عابرة ذاهبة كأسراب الطيور المهاجرة … إلى وطن تاركة خلفها أوطان …!!!…؟؟؟
وآه ثم آه على حرف الشقاء…!!! إن كان يكتب مر الفقد وعذاب السهد … بين ذلك المصدق و بين ذاك الآخر المكذب … لما يراه …!!!…
لكنه ((… قدر الله سبحانه وتعالى أن قدر الأقدار لكل الأشياء )) …
رحل اليوم … الأربعاء العاشر من شهر ربيع الآخر لهذا العام ١٤٤٢ للهجرة الموافق الخامس والعشرون من شهر نوفمبر لهذا العام ٢٠٢٠ للميلاد … الأب والمعلم والقدوة … رحل العم الشيخ الصالح … (( عبدالله بن محمد باراس )) … رحمه الله …
رحل عن عالمنا … عن دنيانا … رحل عن كل الأشياء … !!! …
ذهب ذلك الملبي المؤمن … الصادق الواثق بربه … إلى ربه … تاركً لنا كل فخر مهاب … وكل عملً من الخير يستطاب …
رحل وقد … زرع البذرة حسن خلق ودماثة في كرم عطاء … ثم لم يلبث أن حاز في دنياه على ثمر البهاء … في جمال التواضع وسحر التعامل عطاء تلاه عطاء … !!!…
رحل وقد علمنا وتعلمنا على يديه … كيف أن … (( تكون ))… في الدنيا خير سفير … وتحت الشمس لك مكان … وعبر الناس تجوب بعملك الصالح كل الأشياء …
رحل وقد ألبسنا ثوب العقل والحكمة … لنكون من بعده قدوة لكل قدوة … ولمستقبلنا ذخراً وفخراً … نعز به ونعتز له ويعتز من اجله كل من يبحث عن ندرة …
آه يا عم عبدالله كم أتعبني الرثاء … وعند قبرك دفنت نفسي … (( … لا أنت …)) … ورب السماء …!!!…
وكيف أرثي اليوم … نفسً تحيا بداخلي وكيف أمضي … في هذه الحياة … (( من بعدك )) فبرحيلك سقطت كل أوراق شجرتي الغناء … !!!
ضاع الضياء … من بين يدي ومن خلفي ومن أمامي … إذ … تبددت كل المعاني … وتعلثم اللسان وضاع حرف النداء …!!!…
وبفقدك … اليوم … حل الظلام يرافقه برد الشتاء … !!!…؟؟؟…
كنت دفء كنت شمس كنت بحر كنت امواج من علم ومعرفة … وكنت أنت أنت … تكون بداخلي كل غرابيل الماضي فصنعت مني هذا (( … الفؤاد …))… الذي يبكيك اليوم كتابة مدحً تستحق … أم لعله عزائي لعزاء … فما عدت أدري بداية حزني أم هو صدق الوفاء …!!!…
… (( ودعائي )) … أن ربي الهي خالقي ومولاي تجاوز عنه وأغفر له وارحمه … مثلما كان يرحم الضعفاء …
تجاوز عنه واكرمه بمنازل الصديقين والأنبياء والصالحين والشهداء …
واجعل له منبرً من نور كما كان لنا ضياء … وأجعل من قبره روضة غناء … فقد كان لنا نوراً … ببهجة الضياء …
وهو اليوم عندك … يا أكرم من سئل … واكرم من اعطى … وأنت ارحم الراحمين … ولا ينتهي الدعاء … ولا يتتهي الرجاء …
وإلى جنانك يارب … أجعل له خير البقاء … اللهم آمين …
رحمك الله يا جابر قلوب الضعفاء … رحمك الله يا أيها المعلم والأب والعم والقدوة … رحمك الله يا عم … (( عبدالله باراس ))…
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته …